01سبتمبر
5 مجلات مصرية ثقافية صدرت في التسعينيات على أرشيف الشارخ (1)
في التسعينيات، شهدت الساحة الثقافية المصرية نشاطًا حافلًا بإصدارات فكرية متميزة، كان دورها بارزًا في تعزيز المشهد الثقافي وتقديم محتوى يعكس القضايا التي كانت تهم الثقافة المصرية والعربية وقتها. ومن بين هذه الإصدارات برزت مجلات مصرية ثقافية أصبحت فيما بعد مرجعًا للعديد من الأدباء والمفكرين والباحثين، إذ احتوت على مقالات نقدية ودراسات فنية وأبحاث تاريخية ترسخ مكانة الفكر الثقافي المصري في العالم العربي.
في هذا المقال، نستعرض 5 مجلات مصرية ثقافية صدرت في التسعينيات، والتي يمكن الاطلاع على إصداراتها من خلال أرشيف الشارخ. نستعرض كل مجلة على حدة، بدءًا من مجلة إبداع، التي أعطت مساحة لأقلام أدبية مميزة للكتابة فيها، مرورًا بمجلة الهلال التي كانت منبرًا للفكر الثقافي المصري، وصولًا إلى مجلة فصول، والتي لعبت دورًا مهمًّا في الحفاظ على الهوية العربية.
مجلة إبداع
انطلقت مجلة إبداع، وهي مجلة مصرية ثقافية، في يناير 1983، ويتم إصدارها حتى الآن من قبل الهيئة المصرية العامة للكتاب، التابعة لوزارة الثقافة المصرية. لعبت مجلة إبداع دورًا مؤثرًا في إثراء المشهد الثقافي العربي. في عام 1990، تولى الشاعر المصري عبد المعطي حجازي رئاسة تحرير المجلة، مما أضاف للمجلة طابعًا نقديًّا مميزًا.
استمر حجازي في منصبه حتى عام 2002، ليعود بعدها لرئاسة التحرير في 2006. كانت إبداع نافذة لأبرز الأدباء والنقاد في التسعينيات ضمن مجلات مصرية ثقافية صدرت أيضًا في تلك الفترة. ومن أبرز كتابها في تلك الفترة جابر عصفور، ومحمد إبراهيم أبو سنة، وإبراهيم أصلان، وويحيى حقي، وثروت عكاشة، ونصر حامد أبو زيد، وخيري شلبي، حيث أسهموا بمقالات وأعمال أدبية أغنت المجلة وعكست عمق الفكر المصري.
مجلة الهلال
تأسست مجلة الهلال، وهي مجلة مصرية شهرية تصدر عن دار الهلال، في عام 1892 على يد جورجي زيدان، الذي أصدر أول عدد في سبتمبر 1892، لتكون أول مجلة ثقافية شهرية عربية، ويستمر نشرها حتى اليوم. وفي عام 2005، احتفلت دار الهلال برقمنة الأعداد الأولى من المجلة، لتتيح للقارئ العربي الوصول لأرشيفها العريق. وقد تضمن أعداد التسعينيات كتابات لأعلام الأدب والفكر مثل، فاروق خورشيد، وإحسان عبد القدوس، وجابر عصفور، وسهير القلماوي، وصافيناز كاظم، ومحمد عمارة، وحازم الببلاوي، وجلال أمين ويوسف القعيد.
تعتبر مجلة الهلال من ضمن مجلات مصرية ثقافية بارزة أضافت إلى الأدب والتاريخ والثقافة العربية. إذ أسهمت مجلة الهلال في تشكيل الوعي الثقافي العربي عبر مراحل زمنية متعددة، إذ احتضنت أقلامًا رائدة أثرت الثقافة العربية بإنتاجها. وأبرزت المجلة في التسعينات كميدان لمناقشات وحوارات ثقافية عديدة، تضمنت قضايا الهوية ، والموروث الشعبي، والفكر العربي المعاصر، مما جعلها مساحة لتبادل الآراء بين كبار الأدباء والمثقفين.
مجلة معهد المخطوطات العربية
عند الحديث عن مجلات مصرية ثقافية صدرت في التسعينيات يجب أن نتناول مجلة معهد المخطوطات العربية. تعد مجلة معهد المخطوطات العربية من المجلات المصرية العلمية المرموقة، إذ بدأ صدورها في مايو 1955 عن معهد المخطوطات العربية وهي متخصصة في التعريف بالمخطوطات العربية وفهرستها ونشر النصوص المحققة والدراسات المعمقة حولها. صدرت المجلة في القاهرة حتى عام 1980، ثم انتقل إصدارها إلى الكويت مع انتقال المعهد هناك. استأنفت المجلة إصدارتها في القاهرة في عام 1982، لتتابع المجلة صدورها حتى الآن، حيث تواصل دورها الفاعل في خدمة التراث العربي.
استمرت مجلة معهد المخطوطات العربية في تقديم الإسهامات الفكرية بمجال المخطوطات، عبر نشرها لدراسات وبحوث محكمة تُعنى بتحقيق النصوص، إلى جانب فهرسة المخطوطات غير المنشورة من التراث العربي والإسلامي. وتفردت المجلة بكونها مرجعًا أكاديميًّا للباحثين المتخصصين في علوم المخطوطات، إذ أسهمت في إثراء المكتبة العربية في مجالات متنوعة من الأدب للفلسفة للتاريخ، وأسهمت في تعزيز الوعي بأهمية حفظ التراث.
مجلة الفنون الشعبية
في التسعينيات برزت مجلات مصرية ثقافية عدة بدأ إصدارها في وقت سابق، ومن أهم هذه المجلات مجلة الفنون الشعبية وهي مجلة مصرية دورية متخصصة في دراسة وتوثيق التراث الشعبي. انطلقت المجلة في عام 1965، بهدف إلقاء الضوء على ألوان الفلكلور المصري والعربي، بما في ذلك الموسيقى، والحكايات الشعبية، والعادات والتقاليد، والأزياء والحرف اليدوية، والأغاني والرقصات التراثية.
تميزت المجلة في التسعينيات بتقديم مقالات ودراسات لمجموعة من أبرز المتخصصين في مجال التراث الشعبي، مثل الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، وذكاء الأنصاري، وغيرهم من المتخصصين في الفلكلور، الذين أسهموا في نشر أبحاث حول الأبعاد الثقافية والتاريخية للفن الشعبي المصري. وتعد المجلة منبرًا ثقافيًّا ومعرفيًّا يسهم في الحفاظ على التراث المصري من خلال توثيقه ودراسته، لتظل مجلة الفنون الشعبية مرجعًا مهمًّا للمهتمين بالدراسات الشعبية والفلكلورية.
مجلة فصول
في العالم العربي، صدرت مجلات مصرية ثقافية كان لها أثر كبير على الثقافة والفكر العربي ومن أبرز هذه المجلات، مجلة فصول. تعد مجلة فصول واحدة من أبرز المجلات المتخصصة في النقد الأدبي على مستوى العالم العربي. منذ صدور عددها الأول في عام 1980، حافظت المجلة على دورها كمرجع للكُتاب والباحثين والمفكرين، بما يخدم المؤسسات التعليمية والأكاديمية والبحثية. كما توفر للمتخصصين منصة لنشر أبحاثهم في مختلفة قضايا الأدب العربي.
وقد اكتسبت مجلة فصول أهميتها بفضل إسهامات الباحثين والكُتاب، إذ تم تكريس جهود كبيرة لتطوير المجلة وتوسيع نطاق انتشارها لتكون مجلة فصلية محكمة ابتداءً من عام 2022. تلتزم المجلة بتقديم محتوى أكاديمي رصين يلبي احتياجات الباحثين والمتخصصين ويثري الساحة الأدبية، مما جعلها تحظى انتشارًا واسعًا في الأوساط الثقافية.
الخاتمة
ختامًا، يُعدّ أرشيف الشارخ للمجلات العربية مرجعًا ثقافيًّا متميزًا، إذ يُمكن المهتمين بالاطلاع على أرشيف الأدب والفكر من مختلف الدول العربية. فمن خلال أرشيف الشارخ يمكنك اكتشاف إصدارات نادرة وأعداد غنية بالمقالات والدراسات التي تمثل إرثًا ثقافيًّا مهمًّا. ويأتي هذا التنوع الفكري والأدبي ليؤكد أهمية وجود مجلات مصرية ثقافية بارزة مثل فصول والهلال والفنون الشعبية وغيرها كركائز أساسية للحفاظ على التراث العربي، وتعزيز الوعي الثقافي، وإثراء مكتبة الباحثين والمهتمين بالثقافة العربية.