أرشيف الشارخ للمجلات الأدبية والثقافية

العربي

العربي

  • عنوان المقالة: عاتكة بنت زيد شاعرة قوية جميلة قست عليها الحياة

  • بقلم: عبد الصاحب جعفر جمال الدين

  • رقم العدد: 211

  • تاريخ الإصدار:01 يونيو 1976

  • عدد المشاهدات: 392

من هي عاتكة بنت زيد؟

كانت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل العدوية واحدة من أبرز نساء قريش، إذ جمعت بين جمال باهر، وحضور مؤثر، وشخصية قوية، إضافة إلى براعتها في الشِّعر. تعدّ عاتكة بنت زيد أو "عاتكه بنت زيد" كما يكتب البعض خطأً، رمزًا للمرأة القوية التي واجهت الحياة بصبر، رغم التحديات التي صاحبتها. عرفت عاتكة بن زيد بين قومها بثلاث صفات رئيسية: شاعريتها الفذّة، جمالها الفائق، ومصير أزواجها الأربعة الذين لم يعمّروا طويلاً بعد زواجهم بها، حتى قيل عنها: "من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة بنت زيد". كانت حياتها غنية بالتجارب والمعاناة، لكنها واجهت قسوة الحياة بقوة وصمود.

زواجها وتحدي الفراق

أول أزواجها كان عبد الله بن أبي بكر الصديق، الذي هام بها حبًّا إلى درجة جعلته يبتعد عن المجتمع، لكنه استجاب لأمر والده بتطليقها ثم أعادها إليه، ليقتل لاحقًا في إحدى المعارك. وقد أبدعت عاتكة بنت زيد في رثائه، مما أظهر عمق مشاعرها وفنها الشعري الرقيق. ثم تزوجت الخليفة عمر بن الخطاب، وقد كانت شاهدة على مقتله أثناء الصلاة، لتنظم له قصائد رثاء مؤثرة تكشف فيها عن حزنها وألمها الشديدين. لاحقاً، تزوجت بالزبير بن العوام، ولكن لم يدم زواجهما طويلاً إذ قُتل أيضًا في معركة الجمل. وقد أصابها ذلك بمزيد من الحزن، فرفضت الزواج بعده إلا بشرط عدم الفراق، لكنها واصلت السير على درب المآسي بخسارتها لأزواجها الذين كانوا من أفذاذ الرجال.

براعـة الشعـر ورسائل الصمود

لم تكن عاتكة بن زيد شاعرة عادية؛ فقد أبدعت في رثاء أزواجها وتعبيرها عن آلامها ومعاناتها، مما جعل شعرها مصدرًا للتأمل في الصبر والتحمل. عبّرت في قصائدها عن حزن عميق ولكنها ظلت ثابتة، رافضةً أن تكسرها الحياة رغم فواجعها. رحلت عاتكة بنت زيد في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، ودفنت في مصر، تاركة خلفها تراثًا شعريًّا وشخصية تجسد تحدي قسوة الحياة بثبات. تعد سيرتها ملهمة للنساء اللواتي واجهن الحياة بقوة وصبر، وكانت قصائدها إرثًا يعكس قوة المرأة وإبداعها.

 
العودة لمقالات العدد
0
1
2
3
4
5
Upcoming SlideShare
Loading in...5
×
معظم مجلات الأرشيف تخضع للمجال المفتوح نلتزم بالنسبة للمؤلف الذي لم نتواصل معه بنصوص المادة العاشرة من اتفاقية برن لحماية المصنفات الأدبية و الفنية